ســـؤال ... وجواب



مدونتي .. حياتي .. مستقبلي ... تصرفاتي .. اتجاهاتي ولربما معظم ما يحيط بي محركه ودافعه وجهاز التنفس الخاص به هو ( الامل ) وهذا ما عاهدت نفسي عليه منذ ان ادركت انه لن يتحمل احد عواقب ذلك غيري ، فضلاً عن من سيوافقني على ذلك ...
وفي جلساتي الغير منقطعه مع نفسي .. وفي مراجعة شامله لما آلت إليه امورنا بعد هذه المده في التزام ذلك النهج والسير على درب الامل ... سبقتني نفسي بذلك السؤال .. قالت لي ، اوتدري انني لدي لك سؤال ، قلت تفضلي ، قالت هل تتفق معي على أننا اتخذنا الامل على انه مخدر طيله هذه المده ؟


بمجرد سماعي للسؤال لم يتبادر الى ذهني اي شيء سوى ان افكر قبل ان اجيب ، وتفكيري ليس لأنني لا اعرف الاجابه أو انني متردد ، لا ليس ذلك هو ما فكرت به ، ولكن ما فكرت به هو ان هذا السؤال لم يرد على خاطري ولو لبرهة واحده قبل ذلك .. فاردت ان افكرت في جوهر السؤال ملياً .

هل بالفعل يمكن أن يتحول الامل إلى مخــدر ، فلا نشعر بذلك إلى بعد أن نفيق من هذا المخدر .. أم أنه وكما تقول النظريه النفسيه " أنه بعد مرور الظروف بالانسان يتولد لديه شعور سيء وبمرور الوقت يتزايد هذا الشعور إلى أن يصبح طبعاً من طباع الإنسان لا يتخلص منه إلى بعد أن يحل محله شعور آخر ....

ربما تكون تلك النظريه معقده بعض الشيء ... لكني اعتقد انه وبعد تلك المدة وهذه الظروف ينتاب نفسي هذا الشعور .

ولكن يجب ان اواجه نفسي بما تحقق لنا من جراء اتباع هذه النهج والسير على ذاك الدرب ...

يانفسي الحبيبة :

قبل الإجابة على سؤالك يجب على تذكيرك فقط بما كنا فيه وما أصبحنا عليه الآن .. بالله عليك لا تنسي أننا كنا نقف على شاطئ الوحدة لوحدنا فتعصف بنا كل موجة عاتيه ... فقدنا كل أحبابنا بسبب عدم الثقه التي كنا نصورها على أنه إن لم يفعلوا ما نريد ... إذا فهم لا يريدوا لن الخير ... لن افند كثيراً فانت تعرفين ذلك أكثر من أي أحد

حبيبي : لم ولن يحدث أن يكون الأمل الذي أظلنا بظله واحتمينا به من كل ما الم بنا مخدراً يوم ... لا يجدر بنا ان نرد الجميل هكذا بإتهامات وتفنيد للأمل ..

قاطعتني صارخه أنت ، لم تفهمني لم أقل ان العيب في الأمل ولكن فينا على أننا بدلنا محتواه وماهيته واردنا إنزاله من منزلته إلى ما نريد وإلى ما نحب .. وكأنها سمعت قلبي وكلامه .

حبيبتي : لم اكمل حديثي ، فأنا اوضح لكي بعض الامور التي يجب أن تكون طافية على السطح ولا يجب إغفالها ، الآن صرنا إلى حال أفضل وحياة جميله وإن كانت لا تخلو من الكدر ، ومن يخلو من ذلك يوماً ما ، ولنحمد ربنا على ذلك فبه نعرف أن ما لدينا نعمة تستحق الشكر والمثابرة على حفظها وتنميتها .. وإن كنا وظفنا الامل حتى يتحقق لنا ما نريد ونحافظ به على ما نحب فذاك ليس عيباً ولكن هذه هي حياتنا نحن ، لن يراها احد افضل من رؤيتنا نحن لها ..

حبيبتي : يجب أن لا نرى الامور السيئة ونقف عندها فقط ، بل يجب أن نراها ونصححها ، وعلى الجانب الآخر يجب أن نجلس في هذه الحديقة الوردية ونشتم فيها العبق والرحيق والعطر الجميل الذي يفوح في كل أركان حياتنا ، زرعناها بعد أن كانت أرض قاحله ، رويناها بالأمل ، اشرقت عليها الشمس بعد الغمامة السوداء ، تمطرنا السماء فنتلذذ بالرزاز ، وتشرق الشمس فنشعر بالدفء ..

الامل لنا ليس مخدراً ، بل هو دافعاً .. قائداً ... علماً يعيش سكان دولته في حياة سرمديه ، سوف يظل الامل فينا ، حتى ونحن نرفع كوب الماء لنروي عطشنا سيكون الامل هو الهاجس لنا بأن الماء الذي يحتويه الكوب لن ينضب حتى نرتوي .

( قالت لي مهلاً ) فأني كنت اسأل سؤال ... ضحكت وقلت

وانا يا حبيبتي اجبتك على سؤال ، فأنا احبك .

تعليقات

  1. صباح الامل

    ويبقى الامل دائماً ملاذنا من متاعب الحياة

    بارقة تسطع في سماء الألم

    لتحوله الى أمل ..ننتظره وحلم به

    ثلاث أحرف حوتها كلمة صغيرة ( أمل )

    تغير من مشاعرنا ونظرتنا للحياة

    بل هي الاكسجين ومضخات الدم

    لكل وجع يعترينا ...

    موضوع راقي بفكرك

    دمت بخير وامل

    تحياتي

    ردحذف
  2. كم استمتعت كثيرا بهذا الحوار وتعلمت ان القيم الجميلة مثل الامل لا يمكن ان تكون مثل المخدر بل هي اجمل المعاني التي يجب ان نتمسك بها وفي النهاية تبقى مدونتك هي الافضل للابد

    ردحذف
  3. صباحك خير وبركة
    الأمل بقعة ضور تتوقد في سمائنا المعتمة فتمدّنا بالنور ,, وكلما خبار نورها نحاول أن نوقدها مجدداً ..

    * جميل أن تجد أمنة وهدوء حقيقين لحوار ذاتك ومساحة حقيقية لحوار من تحب ...

    دمت بأمل أخي الكريم

    ردحذف
  4. سلمت يمناك

    كلام جميل

    تحيتي لك

    ردحذف
  5. اشكر لكم جميعاً مشاركتكم ، وأعتذر عن عدم التواصل

    ردحذف

إرسال تعليق

إننا نشعر بالحب
كما نشعر بدفء دمائنا
ونتنفسه
كما نتنفس الهواء
ونحمله في نفوسنا
كم نحمل أفكارنا

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

أصدقائي .... اني أحبكم في الله

غبت عنكي ... ولم ينقطع الحنين