العقول الفارغة

لقد أهتم الإسلام بالعقل اهتماما واضحا, حيث جعله مناط التكليف, وموضع التكريم, الذي به تتحقق أهلية الإنسان لكي يصبح خليفة في الأرض, يسعى في أعمارها كما قال تعالى ((...هوَ أَنشَأَكُم مِّنَ الأَرْضِ وَاسْتَعْمَرَكُمْ فِيهَا...)) ذلك أن العقل هو المحور والموجه لهذا البناء, وتلك الخلافة. فالحضارة تقوم على عقول نيرة وأفهام راسخة تنطلق من أرضيات صلبة. ولقد خاطب القران الكريم العقل الواعي, ورسم له حدود السكون , وحدود الحركة, فأصبح العقل المسلم بعد هذا كله....عقلاً مدركاً حكيماً رشيداً يميز الأمور, قبل أن يصدر حكماً تجاهها. فضرب أمثلة عن الأمم البائدة وكيفية استخراج العظات والعبر من خلال سيرها..قال تعالى:(( {وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ إِلاَّ رِجَالاً نُّوحِي إِلَيْهِم مِّنْ أَهْلِ الْقُرَى أَفَلَمْ يَسِيرُواْ فِي الأَرْضِ فَيَنظُرُواْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَدَارُ الآخِرَةِ خَيْرٌ لِّلَّذِينَ اتَّقَواْ أَفَلاَ تَعْقِلُونَ }يوسف109. والعقل المسلم من أوثق العقول فهماً وإدراكاً نظير ما يستند عليه في فهمه, ومعرفته, واستقائه من المنهج الإلهي, فهو حرٌ لا يخضع لأي مؤثر خارجي سوى منهجه الذي ينطلق منه ويستند عليه

ولكن مع التردي الحاصل لأمة الإسلام , وخاصة في هذه الأوقات , والتي أصبحت فيه أمتنا كلأً مباحاً لأمم الاستكبار والغطرسة, فأصبح العقل المسلم عقلا رتيباً خاملاً ينزع في تفكيره إلى الأمعية , والتبعية وبذلك تاه العقل المسلم بين ركامات الحضارة الغربية , وبهارجها, والتي يحسبها الظمآن ماءً حتى إذا جاءه لم يجده شيئا, وانطبقت عليه مقولة العلامة ابن خلدون في مقدمته:-
(( المهزوم دائما مغرم بتقليد المنتصر – نظرية التابع والمتبوع - ))
وانعكس هذا الأمر جلياُ على أمور الحياة بعمومها
فالإعلام بكل وسائله أصبح له دور رئيس, وكبير في ا لتلاعب بالعقول, والتأثير على, الشعور, والمشاعر, وذلك من خلال اختلاق, واستعمال مختلف الحيل الكلامية, ورسم صور كاذبة, وتمرير تلفيقات مختلقة عن طريق ربطها بجزء بسيط من الحقيقة, لعلمهم أن هاتيك الحيل لا تنتشر, ولا يحفلُ بها المتلقي إلا من خلال خلطها ببعض الحق المجتزئ, ولعل إعلامنا العربي بجميع أنواعه سواءً الحكومي منه أو الفضائي خير مثال على ما يحدثه الإعلام من خللٍ كبير في التصورات, والأحكام بل تعدى ذلك كله في كثير من الأحيان إلى التأثير المباشر في منظومة القيم الإسلامية

ولكن العجب الأكبر, والأكثر خطراً , والذي يحز في النفس حقيقة هو الانقياد الأعمى والبليد من قبل أصحاب العقول الفارغة ممن بلغ سن الرشد, ولا زالت روح المراهقة – بكل ما تعنيه هذه الكلمة - تدب في دمه وأوصاله ألهذا الحد تعمل وسائل الإعلام عملها المشين في عقله, وفي مفاهيمه, وفي اعتقاده حتى تجعله يحسب كل صيحة عليه, أين الثبات أين الشخصية السوية التي تحلل بوعي, وتدرس بروية, وتراجع بدقة.. قبل أن تصدر حكما تجاه أي حدث يُثار ....

فلذلك يجب على ذوي الرأي في المجتمع المسلم مراجعة الذات والأخذ على أيدي السفهاء من أبنائه, والنصح لهم لكي لا ينحدروا بأمتهم إلى أمور لا تحمد عقباها

تعليقات

  1. مساء/صباح الخير

    عقول فارغه
    ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

    دعني لااتفق معك في هذه التسميه

    ليس هناك عقول فارغه


    كل العقول ممتلئه
    حتى عقول المجانين

    لكن الاختلاف يأتي بماذا هي ممتلئه؟؟؟

    هناك عقول ممتلئه بالعلم والمعلومات والافكار ومحشوه بالاسئله والملاحظات


    وهناك عقول محشوه حشوا بالخرافات والخزعبلات والتفاهات والترهات

    وهناك مزيج مابين الاثنين


    فيثاغورس كان عقله محشو بالرياضيات
    جابر بن حيان كان عقله محشو بالمعادلات الكيميائيه
    ابن تيميه كان عقله محشو بكل مايتعلق بالدين
    شارون كان عقله محشو بدولة اسرائيل الكبرى من النهر الى البحر

    والشخص المجنون عقله ممتلئ بالاوهام والتخيلات والجن والعفاريت

    وربما ايضا الحكمه
    الم يقولوا قديما:
    خذوا الحكمه من افواه الجانين؟؟؟



    اين هي العقول الفارغه؟؟؟


    نعم اننا نستخدم هذا المصطلح
    ونقول عقول فارغه؟؟

    نقصد ان عقول اللذين يخالفونا بالفكر والرأي
    فارغه
    يعني فارغه مما عقولنا نحن محشوه فيه

    فمثلا مفتي المملكه يقول عقول الغربيين فارغه؟؟؟

    فهي بالتاكيد ليست فارغه

    لكنها بالتاكيد فارغه مما موجود بعقله هو


    رامسفيلد يقول ان عقل بن لادن فارغ

    هل هو فارغ؟


    طبعا هو فارغ مما يوجد بعقل رامسفيلد


    فعقول فارغه
    هي فارغه مما يوجد بعقولنا نحن

    والا هي اصلا ليست فارغه


    لكن السؤال هنا

    من هم اللذين عقولهم ممتلئه ولكنها ممتلئه بالمواد الجيده والنفائس الثمينه؟؟؟


    ومن يحدد لنا
    ان العقل الفلاني فارغ من السمين
    وممتلئ بالغث؟؟؟

    من اللذي يضع المعايير لنقيس مافي العقول
    من اللذي يحدد لنا مستوى الجوده لنقيس مافي هذه العقول الممتلئه؟؟؟؟؟



    ليس كل عقل لايمتلئ بما يمتلئ به عقلك
    تقول عنه فارغ


    وحتى لااظلمك
    انا اعترف اني كنت اقول عن بعض المشايخ في بلادي ان عقولهم فارغه
    لكن عندما فكرت جيدا
    استنتجت ان عقولهم ليست فارغه
    لالالالالالا
    فهي مليئه حتى الطوفان
    بفتاوى الحجاب والحيض والنفاس واللحى الطويله وحف الشارب وتقصير الازار
    وغيرها من الامور
    فهل عقولهم فارغه؟؟؟؟

    ردحذف
  2. سارة
    =====
    لم يكن التعبير بالعقول الفارغة عن أنها بدون محتوى بالتأكيد وإلا كان هذا ابتذال وهزل
    إنما القول بأنها فارغة والقصد هنا كما هو في الموضوع بالعقول المسلمه التي من حقي أن اتكلم عنها واحرص عليها كما أحرص على نفسي إنطلاقاً من أننا على ديناً واحد ،،،، وقلت عن العقل المسلم بأنه حرٌ لا يخضع لأي مؤثر خارجي سوى منهجه الذي ينطلق منه ويستند عليه
    ============
    ولم أتكلم عن أي عقول غير مسلمه سواء كانت غربية أو شرقية ولكني تحدثت عن عقولاً فارغة لما تفكر وتحتضن في داخلها من أشياء هي غير مجدية .... وذلك ليس هو رأي =======
    إنما على اعتبار أنها حادة عن الجادة التي كما قلت رسملها وحددها لها القرآن الكريم والسنة النبوية فأغفلت المهم وتمسكت بأشياء ليست إلا سراب يحسبه الظمأن ماء .....

    ارجوا أن تكون الفكره وصلت سيدتي

    ردحذف
  3. ارجوا أن تكون الفكره وصلت سيدتي


    نعم الفكره وصلت والحمد لله وصلت سليمه

    كما انت قلت بالظبط
    هذه المره اتفق معك
    صدقت
    هناك عقول مسلمه وعربيه
    لانجد فيها الا السخافات
    بالفعل معاك حق

    ذكرتني بالنكته التي تقول
    عرضت ثلاث عقول للبيع
    وهي العقل العربي والعقل الامريكي والعقل الاسرائيلي
    وللمفاجئه
    كان العقل الاسرائيلي هو الارخص ثمنا
    وبينما كان العقل العربي هو الاغلى والاغلى ثمنا
    والسبب ببساطه
    ان العقل العربي
    مضمون انه جديد وغير مستعمل

    ردحذف
  4. ياقوم فلتقيموا الأفراح واليالي الملاح

    فقد اتففت انا وفتاة الجبيل وكما قالت لأول مرة

    ســــــارة
    دمتي بود وسعادة

    ردحذف

إرسال تعليق

إننا نشعر بالحب
كما نشعر بدفء دمائنا
ونتنفسه
كما نتنفس الهواء
ونحمله في نفوسنا
كم نحمل أفكارنا

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

أصدقائي .... اني أحبكم في الله

ســـؤال ... وجواب

غبت عنكي ... ولم ينقطع الحنين