الغربـــة .... بين لدغة الثعبان ولسعة العقرب

في البداية أود أن أذكر مقولة الإمام علي رضي الله عنه وكرم الله وجهه

(( الغنى في الغربة وطن والفقر في الوطن غربة ))

هناك من يسميها مدرسة الحياة ، والأم التي ربت ولم تلد ، وألقاب كثيرة في مدحها على ألسنة البعض ....

وهناك من ينعتها بأنها قد فرقته عن أحبته ،،، وزعزعت استقراره ، وذلك رغم أنه هو من اختار ذلك ، ولكن ربما كانت الظروف هي من أجبرته على ذلك ، وإن قلنا عن الغربة بأنها ليست أن تخرج من وطنك وتذهب إلى وطناً آخر ، ولكنها وللأسف الشديد تكون غربة متعددة الأشكال والأنماط ، غربة وأنت في وطنك ، غربة وأنت في مدينتك ، وغربة في منزلك ، وغربة بين أهلك ، والطامة الكبرى أنها تكون غربة مع نفسك .....

هل هي لدغة ثعبان ... أم لسعة عقرب

إن كان ذلك فبداية عذابها مرارة الغربة ونهايتها فراق الأحبة 000 نرحل ونرحل 000 نفارق ونتغرب 000 من أجل ماذا ؟
ربما تداس كرامتنا وربما تهان 000 فنلجأ للنفاق 000 ونفتعل الفرح من خلال لبس أقنعة السعادة التي أصبحنا ماهرين في انتقائها 000 لا أريد أن أقول أن الحياة أرغمتنا 0000 فكل ما نسعى لتحقيقه نجمع عن طريقه آهات الزمان 000 وجراحات العمر 000 فربما نحن لم ندخل الحياة من أوسع أبوابها 000 وذلك لأن الإنسان الحساس يجابه المواقف بكل رومانسية ورهافة حس 000 ولكنه للأسف000 لا يستطيع أن يعيش على أرض الواقع لأنه من عشاق الخيال 000 لأنه لكي تعيش على أرض الواقع يجب أن يكون لديك كل أنواع الأسلحة لتتمكن من العيش بين الوحوش ولكن يكفي رغم هذا كله 000 أن أرى الابتسامة تشع على وجه من أحب ولو كانت هذه الابتسامة الشوك الذي ينتشر داخل نفسي ويحاول تحطيم أسمى مبادئي ...

بين الحنين الي الوطن والبقاء في حضن الاهل يتقلب الفكر

بين الدلال والصبر يحتار القلب

وبين الواقع والمستقبل لم يتحدد المصير

ربما تكون الغربة أشد من لدغة الثعبان وأيضاً من لسعة العقرب .

أتمنى أن أحافظ على ابتسامتي
ولا أدع الضعف يدخل قلبي في يوم من الأيام وأن اجعل الإيمان سلاحاً لي في كل ما أنوي القيام به 000 وأن أحافظ على صلاتي كي أكون قريباً من الله