يوم من حياته

دق جرس المنبه الذي يضعه بجوار سريره ،، أسرع ليغلق صوته قبل أن تفيق زوجته من نومها ، رغم حبه لصوت نغمة رنين المنبه - مشاري العفاسي
نظرة سريعة على وجه زوجته الحبيبة ، عندما اقترب من باب الغرفة عاود النظرة إلى زوجته وتأمل وفكر قليلاً ثم ذهب ليأخذ حمامه اليومي ... ثم ذهب إلى الغرفة التي خصصها هو وزوجته لتكون مصلى ومكتبة لهما .. فصلى الضحى ..
ثم ذهب إلى مطبخ الشقه وقام بتحضير كوب " نسكافيه " وذهب إلى غرفة الجلوس وجلس يحتسي كوب النسكافية الذي يتلذذ بشرابه ثم ضغط على زر الريموت كنترول الخاص بالتلفاز وقام بعرض قائمة القنوات وآتي بقناة العربية وتابع نشرة السابعة صباحاً ما بين أخبار سياسية وأقتصادية وبالكاد رياضية
نظر في ساعة الحائط فوجدها السابعة وخمس وأربعون دقيقه فقام إلى المطبخ مرة أخرى فغسل الكوب وعاد إلى غرفة نومه وفتح الباب بكل هدوء حتى لا تنزع زوجته وفتح باب دولابه وأخرج بذلته وإرتدها ووضع قليل من العطر التي أهدته له زوجته قبل أيام قليلة وطبعاً نظر إليها وهو يضعه ، فابتسم ابتسامة ربما لم تظهر على وجه مثلما رقص قلبه بها طرباً .
التقط مفاتيح سيارته تويوتا ( كامري - 2008 ) ثم فتح باب شقته وقام بالضغط على زر الأسنسير حيث يقطن في الدور الخامس من البناية التي يسكن فيها ثم ذهب إلى حيث مكان وقوف سيارته وقام بتشغيل السيارة وقام قبل كل شئ كالعادة فتح الراديو حيث الإستماع إلى برنامجه الصباحي المحبب ( تباشير الصباح ) من برامج إذاعة القرآن الكريم بدولة الكويت
إنطلق بسيارته إلى حيث مقر عمله بوزارة الداخلية الكويتية حيث يعمل فيها بوظيفة مدخل بيانات
داخل السيارة أخذ نفساً عميقاً حيث الزحمة المرورية المعتادة رغم أن المسافة ما بين العمل والسكن قريبة إلا أن إزدحام السيارات في الكويت أصبح من الأشياء التي لا تحتمل ، كل من لديه سيارة أو يود أن يذهب إلى أي مكان يجد هذا الإزدحام في معظم الأوقات .. إزعاج بأصوات السيارات من هنا ومن هناك رغم ذلك فهو يستمتع بما يستمع إليه تباشير الصباح ... أوووووه أخيراً ولله الحمد وصله إلى عمله .. أوقف سيارته في الأماكن المخصصة لذلك
صعد إلى حيث مكتبه .. قام ببعض الترتيبات المتعلقة بالدوام .. مرت ربما ساعتين أو ساعتين ونصف .. قام بطلب رقم ... اكيد رقم البيت . ردت عليه زوجتة الحبيبة ، إطمأن عليها حيث أنها أتت من مصر منذ حوالي الشهرين أو الثلاثة أشهر ، حيث يقيم زوجها ويعمل هنا في الكويت .. إطمأن هل تناولت إفطارها أم لا أسئلة كثيرة وبعدها أخبرته ماذا يحب أن يتناول على الغداء " أي شئ ياحبيبتي من يداك سيكون جميل " ببعض المزاح أكيد طبعاً انا واثقة من ذلك .. قال لها أنا احب أن أشجعك فقط .. ضحكت قليلاً .. واخبرته مرة أخرى ما يحب أن يتناول .. فأقترح عليها أن يتناولا أكلة مصرية بحتة الأوصاف " ملوخية " أوكي .. هتاكل صوابعك وراها ... ابتسم وودعها إلى حيث يعود بإذن الله من دوامه ..
دخل عليه صديقه وزميله في الدوام فهد العوضي - كويتي الجنسية - تجاذبا أطراف الحديث قليلاً عن ما يدور في الكويت وبالتأكيد لم يخلو حديثهما عن مصر وما فعلته في مباراتها مع البرازيل قبل يومين في كأس القارات ... فهو يحب الرياضة عامة ويحب كرة القدم بصفة خاصة .. تبادلا الضحكات وبعدها أنجز بعض الأعمال .. وجاءت وقت نهاية الدوام .
إرتدى بذلته ونزل إلى سيارته مسرعاً حيث أن درجة الحرارة في الظهيرة هنا في الكويت قاسية جداً بسرعة عاد إلى منزله ودق جرس الباب فكانت زوجته بإنتظاره ففتحت الباب مبتسمة فرحه.. قبلة على جبهتها ثم تبادلا قبلة سريعة .. بعد ذلك أخذا يتناولا وجبة الغداء ( الملوخية ) وأخذا يتجاذبا أطراف الحديث ثم قررا أن يذهبان في نزهة بعد أخذ قسطاً من الراحة ..
إنطلاقا مساءاً إلى مدينة السالمية التي تقع على شاطئ الخليج العربي حيث نسمات الهواء البارده ومنظر ليلي جميل .. صوت الموج الخفيف تمشيا على رمال الشاطئ .. بالطبع لم يخفي لها فرحته وسعادته الغامرة بوجودها معه وكان يحدثها عن أيامه التي قضاها قبل مجئيها وقبل زواجهما أصلاً هنا في الكويت ...
كان بصراحة سعيد جداً .. زوجته التي يحبها معه وهو معها .. حياة تسير بشكل جيداً .. وأخبرته بعد ذلك بأنه تشعر ببعض الدوران فقرر أنا يذهبا إلى الطبيب للإطمئنان عليها ثم عاد إلى منزلها ليبدء يوم جديد من حياته ..
وهذا كان يوم من حياته

تعليقات

  1. انا لا اجد كلمات تعبر عن ما بداخلي من فرحه لقد استمتعت فعلا بهذا الموضوع مع انني ع يقين ان لا يوجد رجل بهذا الحال في وقتنا هذا ولكن لماذا لا نحلم وهنيئا مره اخرى

    Ranosh

    ردحذف
  2. مرحبا حسام

    (ان الاختلاف بالرأي لايفسد للود قضيه)

    اما بنظري انا ان الاختلاف بالدين ايضا لايفسد للود قضيه

    هذا رأيي ولك الحق بمصادرته من مدونتك
    ^_^

    *****************************

    اما عن تعليقي على كلماتك

    هذه المره لم تتفلسف كثيرا
    يعني كانت القضيه وكأنك تقراء لنا يوميات احدهم
    لكن الابداع هنا في طريقة نسجك لاحداث اليوم
    ودقة تصويرك لمشاعر وحياة الرجل
    في الحقيقه اعجبني ماكتبت
    لانك اثرت بداخلي جموح خيالي
    فسرحت بقرأتي معك بخيالي
    وبدأت اتخيل حتى شكل هذا الانسان اللذي تتكلم عنه
    واكثر شي عجبني
    اللقطه التي فيها يرش العطر قبل خروجه وينظر لوجه زوجته النائمه ويبتسم ويتذكر انها هي التي اهدته العطر

    في الحقيقه شعرت بالود والرومانسيه
    اعجبني تصويرك لهذه الشخصيه
    واصل عزيزي
    يبدو لي ان لديك ملكة التأليف
    واستثارة الخيال
    ودمت عزيزا

    ردحذف
  3. ranosh

    اولاً : سامحيني وانتي تعرفي لماذا أكيد

    ثانياً : إذا كان لا يوجد رجل بهذا الحال فإذاً لا توجد إمرأءة بهذا الشكل

    لكن بالتأكيد موجود وبكثرة إذا وجد الحب فعندها ستذلل كل الصعاب إن وجدت

    ردحذف
  4. ســـارة

    بالفعل الإختلاف لا يفسد للود قضيه

    أما من وجهة نظرك فهناك تفصيل ستجدينه في ردي في مدونتك

    =-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=

    أما عن يوم في حياته فما اردت إلى أن انقل صورة حيه عن حياة طبيعة لشخص يعيش في هذه الحياة وكم أتمنى أن اعيش هذه الحياة

    ردحذف
  5. اراه يوم رائعا من يوميات أسرة مسلمة,,, ولماذا لا يكون كذلك ولا تحوى قلوبهم سوى الحب والتراحم ؟ هنيئا لكل من استطاع أن يطوع حياته كيوم كهذا.

    ردحذف

إرسال تعليق

إننا نشعر بالحب
كما نشعر بدفء دمائنا
ونتنفسه
كما نتنفس الهواء
ونحمله في نفوسنا
كم نحمل أفكارنا

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

أصدقائي .... اني أحبكم في الله

ســـؤال ... وجواب

غبت عنكي ... ولم ينقطع الحنين